الفنانون في المطبخ
صفحة 1 من اصل 1
الفنانون في المطبخ
الفنانون في المطبخ
يقول مؤرخو الفن إن ظهور المطبخ في الفن التشكيلي يعود إلى أواخر القرن السادس عشر الميلادي، ولكن اكتشافات أثرية عديدة أظهرت أن المطبخ أو أشياءً من المطبخ كانت محور اهتمام بعض الفنانين منذ أيام الإمبراطورية الرومانية، إذ عثر في مدينة بومبايي الإيطالية على لوحة جدارية تعود إلى العام 70 ب.م، تمثل ثلاثة أوعية: في واحد منها فاكهة وفي الثاني ما قد يكون سمناً وفي الثالث بعض الحبوب. وفي متحف الفاتيكان لوحة موزاييك من القرن الميلادي الثاني، وتمثل دجاجة وبعض الأسماك والخضار إضافة إلى التمر في حالة الإعداد للطبخ.
فما يقصده المؤرِّخون بأواخر القرن السادس عشر هو تاريخ تحوُّل المطبخ إلى مصدر إلهام شبه دائم، بالنسبة لمئات الفنانين الذين وجدوا فيه مادة للتعبير لا يوفرها أي مصدر آخر. وقد بدأ ذلك في هولندا، ليعم في وقت لاحق أوروبا بأسرها.
ففي القرن السادس عشر، عندما كانت المدارس الفنية الإيطالية والفرنسية غارقة في المواضيع الدينية والمستوحاة من الأدب والصور الشخصية، كانت هولندا تبتكر جديداً يركِّز على تطوير رسم مشاهد الحياة اليومية، وهو الفن الذي ظهرت باكورته على يد الفنان جان فان إين في القرن الأسبق. وما من فنان يزعم الاهتمام بالحياة اليومية ويقدر على تلافي المطبخ. وبمرور الوقت، بات بالإمكان تقسيم ظهور المطبخ وأشيائه في الفن إلى تيارين رئيسين:
أولاً: في الطبيعة الصامتة
وهو التيار الأسبق زمنياً إلى الظهور، ويتمثل في رسم الأطعمة من أسماك ولحوم وخضار وفاكهة على طاولة المطبخ. والفنَّانون الذين تخصّصوا في هذا الموضوع يعدّون بالمئات، والذين رسموه بشكل متقطع هم معظم الأساتذة الأوروبيين، رغم تصنيف هذا الموضوع في أسفل قائمة تراتبية مواضيع اللوحات بعد المواضيع الدينية والأدبية والصور الشخصية، ورسم المشاهد الطبيعية وحتى الحيوانات الحية. وذلك لأنَّ النقاد رأوا أن مواضيع الطبيعة الصامتة تتطلَّب القدر الأقل من الجهد الذهني عند الفنان. ولكن بفعل الرواج التجاري الكبير الذي حظيت به هذه الفئة من اللوحات، فإن مواقف التعالي عليها لم تكبح جماح تطورها، كما أن ذلك لا يعني أبداً أن هذه اللوحات أتت خالية من المضمون الفكري، فكثير منها يعبِّر في اختياره لأنواع محدَّدة من الأطعمة عن الالتزام الديني وفق العقيدة البروتستانتية وتقاليد الصوم فيها مثل السماح بأكل السمك وليس اللحوم..وما شابه ذلك.
ولو قارنا طبيعة صامتة رسمها بيتر كلايتز في بداية القرن السابع عشر بأخرى رسمها فيلام كالف رسمها في أواخر ذلك القرن، للاحظنا أن الأطعمة وأدوات تناول الطعام أصبحت فاخرة أكثر بكثير مما كانت عليه في السابق، في خطاب يشي بالرخاء الذي عرفته هولندا في تلك الفترة بفعل تجارتها مع جزر الهند الشرقية، وأيضاً بفعل ابتعادها عن الفكر المطهري البروتستانتي الذي يميل إلى التقشف الشديد.
ثانياً: المطبخ كله على اللوحة
في عام 1665م، رسم الفنَّان الهولندي يان ستين الذي كان متخصصاً في مشاهد الحياة اليومية في الريف، لوحته الشهيرة "المطبخ السمين"، وكان الفنَّان نفسه قد رسم الموضوع نفسه عام 1650، وبالاسم نفسه. وفي كل من هذين المطبخين السمينين، نرى قاعة كبيرة وأناساً يتحلقون عشوائياً حول طاولة كبيرة والكثير من اللحوم والطيور المذبوحة معلَّقة على السقف.
وفي فبراير من العام الماضي، أقام الفنّان الأمريكي دان غرازيانو معرضاً منفرداً في نيويورك بعنوان " مقاهٍ ومطاعم ومطابخ". غير أن اهتمامه هنا تركَّز على الشكل الجمالي المستخرج من بعض زوايا المطبخ، كما هو الحال في لوحة "الطبّاخ" التي اختارها لتكون ملصقاً المعرض. ويبدو جلياً أنَّ ما استرعى اهتمامه في هذا المشهد هي لعبة التناقض اللوني ما بين ملابس الطبّاخ البيضاء وما تحتها من أشياء فاتحة اللون من جهة والخلفية البنية الداكنة من جهة أخرى.
وما بين يان ستين قديماً وغرازيانو حديثاً، يمكننا أن نجد مئات اللوحات التي تمثل أناساً يطبخون، وكل منها يروي موضوعاً مختلفاً، ويسعى إلى إظهار جانب مختلف، حتى ولو كان مجرد "سيدة وخادمة في المطبخ" التي رسمها الفنّان الهولندي فلوريس فان شوتن، وهو الفنّان الذي لم يرسم شيئاً مهماً في حياته غير مشاهد الطبيعة الصامتة التي تمثل مأكولات، ومشاهد من المطابخ.
ولم يقتصر اهتمام الفنّانين بالمطبخ يوماً على المتخصِّصين. فمن كارافاجيو في إيطاليا إلى فرانز هالس في هولندا، وحتى شاردان في فرنسا لاحقاً، وكلهم من الفنّانين الذين اشتهروا برسم الصور الشخصية والمواضيع الكبرى، رسموا لوحات مستوحاة من موجودات المطابخ. حتى إن شاردان تمكَّن من الدخول إلى الأكاديمية الفرنسية بفضل واحدة من لوحاته رسمها في العام 1726م، وتمثل سمكة الشفنين وبعض الثمار البحرية على طاولة مطبخ.
وأكثر من ذلك، فإنَّ بعض عمالقة الفن مثل الأستاذ الإسباني فيلاسكيز الذي اشتهر باللوحات الكثيرة التي رسمها للعائلة المالكة وأميراتها، وجد ثمة جاذبية في المطبخ ، فرسم في عام 1618م واحدة من لوحاته الشهيرة " امرأة عجوز تقلي بيضاً".
كتب فن الطبخ... القضية في مكان آخر
في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، فوجىء جمهور "معرض الكتاب العربي" في بيروت، باحتلال كتاب "فن الطبخ" رأس قائمة الكتب الأكثر مبيعاً. وشكّل الحدث آنذاك صدمة محرجة للمثقفين ومادة للبحث والتحليل. ولكن سرعان ما أثبت رواج هذا الكتاب، أنه ليس ظاهرة عَرَضية، إذ راح يتكرَّر في كل معارض الكتب العربية الكبيرة منها والصغيرة، من القاهرة إلى الرياض. وما كان عنواناً واحداً أصبح عشرات العناوين. أما الموقف السلبي من هذه الظاهرة الراسخة فقد بقي نفسه ما بين المقالات الساخرة من الأمر التي ظهرت في الصحافة العربية قبل ثلث قرن وتقرير بثته قناة "سكاي نيوز" غداة معرض الكتاب في أبو ظبي خلال العام الماضي، وكلها تلقي باللوم المبطّن على القارئ وكأنه لا يُحسن الاختيار.
لم تتمكن المواقف المتعالية على كتب فن الطبخ من أن تكبح جماح رواجها ونجاحها التجاري، الذي لا يمكن للناشرين أن يقاوموا مغرياته. فـ"دار العلم للملايين" التي كانت سبّاقة إلى ما قد يكون أول كتاب رائج حول فن الطبخ قبل أكثر من ثلث قرن، أصدرت لاحقاً "سلسلة الطبخ العالمي" (في حوزتنا الطبعة السابعة عام 2007م). وراحت العناوين تتنوَّع "فن الطهي"، "المأدبة الملكية"، "المطبخ الهندي"، "كيك"، وصولاً إلى "المطبخ العباسي"، وغير ذلك الكثير مما يصعب إحصاؤه، كما أن معظم مقدمي البرامج التلفزيونية حول فن الطبخ أصدروا كتباً راجت بفعل شهرة أسمائهم.
الإقبال على هذه الكتب تسبَّب في إحراج للمثقفين من أدباء وشعراء ومفكرين، دفع منظمو معارض الكتب إلى اتخاذ تدبير يحفظ ماء وجه هؤلاء وتقديرهم لذواتهم، ويقضي بتقسيم الكتب الأكثر مبيعاً إلى فئات مختلفة مثل الأدب والرواية والسياسة والعلوم.. وتصنيف كتب فن الطبخ ضمن "الفنون"، بحيث يتم تلافي مقارنة عدد الكتب المبيعة منها بغيرها تلافياً للإحراج. ومع ذلك، لو تطلعنا إلى قائمة الكتب الثلاثة الأكثر مبيعاً في فئة الفنون خلال آخر معرض للكتاب أقامه النادي الثقافي العربي في بيروت في ديسمبر 2016م ، لوجدنا أنها كلها حول فن الطبخ. وهي على التوالي: "مأكول الهنا"، "سلسلة المطبخ العالمي"، و"سفرة أناهيد الشهية".
إن رواج هذه الكتب الذي حاول البعض أن يحوِّله إلى قضية يقرأ فيها "سطحية" المتهافتين عليها، مقارنة بضعف الإقبال على كتب الفكر والعلم والأدب، هو في الواقع تعبير عن رغبة طبيعية وسليمة في تحسين جانب ولو صغير من جوانب الحياة اليومية: الحصول على طعام أفضل أو ألذّ. وهذا ما تحققه فعلاً هذه الكتب، من خلال مخاطبتها اهتماماً محدداً بوضوح لا لبس فيه ولا غموض. فقضية الكتب الأقل مبيعاً، وإن كانت تتناول شؤوناً أخطر من فن الطبخ، هي إذاً في مكان آخر، لا مجال هنا للدخول في تفاصيله.
الظاهرة عالمية
إن دهشة الناشرين الأمريكيين من حلول كتاب جولي شايلد حول الطبخ الفرنسي في المرتبة الثانية بين الكتب الأكثر مبيعاً لم يكن بسبب رواج هذا الكتاب، بقدر ما كان بسبب المرتبة العليا التي احتلها بعد عدة طبعات سابقة خلال نصف قرن.
فكتب فن الطبخ التي بدأت بالظهور في اليابان منذ مطلع القرن العشرين، وتفشت عالمياً غداة الحرب العالمية الثانية، أصبحت من لوازم التعبير الثقافي عن الهوية في كل بلدان العالم، تتوجه إلى السياح الأجانب بقدر ما تتوجه إلى الراغبين في تحسين مهاراتهم من المواطنين المحليين. وما من سائح يزور مكتبة في بلد ما إلا وسيجد فيها كتباً فاخرة الطباعة عن المطبخ الوطني فيها.
وفي عددها الصادر في 27 7- 2017-، نشرت مجلة "فوربس" استطلاعاً موسعاً حول مكتبة متخصصة في الطبخ والمطابخ في مدينة نيويورك، واسمها "آداب وفنون المطبخ"، واعتبرتها من معالم المدينة البارزة، والمقصد الأول في المدينة بالنسبة لذواقة الطعام والطهاة والباحثين في شؤون الطبخ والمطابخ. حتى ولو توقفنا أمام الأفلام السينمائية التي يلعب فيها المطبخ دوراً محورياً ويكون هو الموضوع الأساس فيها، تبقى اللائحة طويلة جداً. إذ ظهر المطبخ على الشاشة الكبيرة ميداناً صالحاً للتعبير عن كل شيء تقريباً، من أعمق القضايا الثقافية وأكثرها إثارة للجدل، إلى الكوميديا.
في عام 1988م، حاز فِلم "وليمة بابيت" للمخرج غبريال أكسيل أوسكار أفضل فِلم أجنبي. ويروي هذا الفِلم الدانماركي قصة امرأة فرنسية تدعى بابيت، كانت تعمل في أحد أرقى مطاعم باريس خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وتهاجر إلى الدانمارك، حيث تعمل خادمة عند فتاتين عانستين، ابنتي قس بروتستانتي، شديدتي التحفظ دينياً والتقشف اجتماعياً. وعندما ربحت بابيت الجائزة الكبرى في اليانصيب وقيمتها عشرة آلاف فرنك ذهب، قرَّرت صرف المبلغ على إقامة وليمة باذخة لنحو دزينة من المدعوين تكريماً لذكرى والد الفتاتين. وبعد وقت طويل جداً من الفِلم مخصص لعرض مهارات بابيت في فن الطبخ الراقي والمعقّد، يقدِم المدعوون المحافظون على تناول الطعام بحذر شديد أولاً ثم باستمتاع، في ما هو في الواقع مواجهة بين الليبرالية والمحافظة البروتستانتية.
المواجهة نفسها شاهدناها في فِلم آخر بين الليبرالية والمحافظة الكاثوليكية هذه المرة في فِلم "شوكولا"، المقتبس عن رواية لجوان هاريس بالعنوان نفسه. ففي هذه الدراما الكوميدية التي أخرجها لاس هالستروم، نرى امراة متخصصة في صناعة الشوكولاتة تصل إلى قرية فرنسية للاستقرار فيها. وتتمكن من خلال صناعة أنواع عديدة من الشوكولاتة وتقديمها لسكان القرية من قلب نمط حياتهم رأساً على عقب، وكسر سلطان الكونت الذي يتحكم بالقرية وكان يفرض عليها نظاماً محافظاً جداً بذرائع دينية تحرّم أكل الشوكولاتة، "لأن لذة طعمها خطيئة".
واتخذ الكثير من أفلام الطبخ والمطابخ طابع الدراما الاجتماعية الخفيفة، مثل فِلم "الليلة الكبيرة" للمخرجين كامبل سكوت وستانلي توسي (1996م)، الذي يروي قصة شقيقين إيطاليين مهاجرين إلى أمريكا في خمسينيات القرن الماضي، ويملكان مطعماً على شفير الانهيار والإفلاس، فيراهنان على ليلة كبيرة تمكنهما من إنقاذ المطعم.
ولعل أفضل ما في فِلم "من دون حجز" (2007م)، للمخرج الأمريكي سكوت هيكس، هو أداء الممثلة كاترين زيتا جونس وهي تلعب دور رئيسة طهاة في مطبخ مطعم فاخر في نيويورك، حيث تعمل بيديها وتوجه الجميع وتشرف على أن يبلغ مستوى كل طبق على حدة حد الكمال، وهو عمل يتطلب منها طاقة هائلة والتمتع بسلطة لا تقبل أي نقاش.
وكان المطبخ مسرح الأحداث الرئيس في أفلام كوميدية عديدة، من أشهرها "الجانح أم الفخذ" الذي يعود إلى عام 1970م، للمخرج الفرنسي كلود زيدي، وبطولة الممثل الكوميدي الشهير لويس دو فونيس. ويروي هذا الفِلم قصة ناشر متخصص في شؤون المطاعم، يقرر التحول إلى ناقد طعام، غير أنه يصطدم بظهور شركة لإنتاج الأطعمة بالجملة، فيقرر مع ابنه تدمير هذه الشركة مهما كلف الأمر. وفُهم هذا الفِلم منذ وقت ظهوره على أنه تعبير رمزي عن الصراع ما بين الثقافتين الأمريكية والفرنسية، كما كان يراه الفرنسيون في سبعينيات القرن الماضي.
أما فِلم "من يقتل كبار الطهاة في أوروبا؟"، للمخرج تيد كوتشيف، وبطولة جورج سيغال وجاكلين بيسيه، فهو الآخر كوميديا، محورها التحري عن قاتل مجهول يقتـل عدداً من أشهر الطهـاة المتخصِّصين في طبخ ألوان معيّنة من الطعام، ويتبيَّن في النهاية أنه رجل شره ومصاب بالسُّمْنَة والحل الوحيد لإنقاذ حياته واتباع حمية، هو بالتخلص من الطهاة الذين يحضِّرون أطباقاً لا يقوى على مقاومة تناولها.
حتى أفلام الكرتون دخلت المطابخ بدورها، ومن أشهرها فِلم "راتاتوي" الذي أنتجته شركة ولت ديزني عام 2007م، وأخرجه براد بيرد، ويروي قصة جرذ يعقد تحالفاً غريباً من نوعه مع رئيس الطهاة في مطعم فاخر.
ختاماً، لا بدّ من التوقف أمام فِلم "جولي وجوليا" (2009م) للمخرجة نورا أفرون الذي قامت ببطولته ميريل ستريب. وتتداخل فيه قصة جولي شايلد عند بداية تعلمها فن الطبخ في أواسط القرن الماضي، ونشرها أول كتاب في أمريكا عن فن الطبخ الفرنسي، ومحاولة فتاة شابة في عام 2002م إعداد كل الوصفات الواردة في هذا الكتاب. وكان هذا الفِلم سبباً في تسليط الضوء مجدداً على كتاب جولي شايلد. ففي أغسطس 2009م، نشرت صحيفة نيويورك تايمز، أن كتاب شايلد وهو بعنوان "إتقان فن الطبخ الفرنسي" قد حلّ في المرتبة الثانية على لائحة الكتب غير القصصية الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة وسط دهشة عارمة في سوق النشر. وتوقعت الصحيفة أن يحل الكتاب في المرتبة الأولى على موقع "نيلسن" التصنيفي الإلكتروني في وقت لاحق.
سلامة المطبخ
بموازاة جاذبيته، يُعدُّ المطبخ المكان الأخطر على سلامة البيت وسكانه، فبالإضافة إلى أن الإحصاءات في أي مكان من العالم تؤكد أن ما بين 85 و96 % من الحرائق المنزلية تبدأ من المطبخ، فإن شروط السلامة الصحية تبقى مسألة لا تقل خطورة.
ومن أبرز عشرات شروط نظافة المطبخ وسلامته والنصائح المنشورة من قبل اختصاصيين على مواقع إلكترونية مختلفة، نختار ما يحظى منها بالإجماع، وهي التالية:
•
إفراغ حاوية النفايات مرة على الأقل في اليوم، لأن فضلات الخضار واللحوم والطعام المطبوخ هي بؤرة في غاية الخصوبة لتكاثر الجراثيم.
•
غسل القدور وأدوات تحضير الطعام جيداً، بعيد الانتهاء من استخدامها وعدم ترك ذلك لليوم التالي.
•
غسل كل الأدوات المستخدمة في تقطيع اللحوم النيئة والدجاج بمادة معقمة مضافة إلى الصابون، إذ ثبت أنه حتى رذاذ الماء المتطاير من غسل الدجاج النيء يمكنه أن يحتوي على جراثيم السالمونيلا.
•
تبديل المناشف المستخدمة في مسح الطاولات أو تجفيف الأدوات المغسولة بشكل مستمر، إذ ثبت مخبرياً أن مناشف المطبخ المستخدمة مدة ثلاثة أيام على التوالي، تحتوي على جراثيم أكثر مما على كرسي المرحاض، والأمر نفسه ينطبق على الليفة المستخدمة في غسل أدوات الطعام، التي يجب تبديلها دورياً، أو وضع بعض النقاط من أية مادة معقمة عليها بعد الانتهاء من استخدامها. تصليح سخانات مركزية والاجهزة المختلفة فى المطبخ للحفاظ علية
وإضافة إلى ما تقدَّم، يجب الاحتفاظ بأدوات المطبخ من قدور وأطباق في أماكن مغلقة لا يصلها الغبار، وذلك بعد أن تكون قد جفّت تماماً من ماء الغسل. وفي البيوت التي فيها أطفال، يجب الحرص على بقاء كل الأدوات الحادة التي يمكن أن يشكِّل العبث بها خطراً، في أماكن بعيدة عن متناولهم، شأنها في ذلك شأن الأدوية
يقول مؤرخو الفن إن ظهور المطبخ في الفن التشكيلي يعود إلى أواخر القرن السادس عشر الميلادي، ولكن اكتشافات أثرية عديدة أظهرت أن المطبخ أو أشياءً من المطبخ كانت محور اهتمام بعض الفنانين منذ أيام الإمبراطورية الرومانية، إذ عثر في مدينة بومبايي الإيطالية على لوحة جدارية تعود إلى العام 70 ب.م، تمثل ثلاثة أوعية: في واحد منها فاكهة وفي الثاني ما قد يكون سمناً وفي الثالث بعض الحبوب. وفي متحف الفاتيكان لوحة موزاييك من القرن الميلادي الثاني، وتمثل دجاجة وبعض الأسماك والخضار إضافة إلى التمر في حالة الإعداد للطبخ.
فما يقصده المؤرِّخون بأواخر القرن السادس عشر هو تاريخ تحوُّل المطبخ إلى مصدر إلهام شبه دائم، بالنسبة لمئات الفنانين الذين وجدوا فيه مادة للتعبير لا يوفرها أي مصدر آخر. وقد بدأ ذلك في هولندا، ليعم في وقت لاحق أوروبا بأسرها.
ففي القرن السادس عشر، عندما كانت المدارس الفنية الإيطالية والفرنسية غارقة في المواضيع الدينية والمستوحاة من الأدب والصور الشخصية، كانت هولندا تبتكر جديداً يركِّز على تطوير رسم مشاهد الحياة اليومية، وهو الفن الذي ظهرت باكورته على يد الفنان جان فان إين في القرن الأسبق. وما من فنان يزعم الاهتمام بالحياة اليومية ويقدر على تلافي المطبخ. وبمرور الوقت، بات بالإمكان تقسيم ظهور المطبخ وأشيائه في الفن إلى تيارين رئيسين:
أولاً: في الطبيعة الصامتة
وهو التيار الأسبق زمنياً إلى الظهور، ويتمثل في رسم الأطعمة من أسماك ولحوم وخضار وفاكهة على طاولة المطبخ. والفنَّانون الذين تخصّصوا في هذا الموضوع يعدّون بالمئات، والذين رسموه بشكل متقطع هم معظم الأساتذة الأوروبيين، رغم تصنيف هذا الموضوع في أسفل قائمة تراتبية مواضيع اللوحات بعد المواضيع الدينية والأدبية والصور الشخصية، ورسم المشاهد الطبيعية وحتى الحيوانات الحية. وذلك لأنَّ النقاد رأوا أن مواضيع الطبيعة الصامتة تتطلَّب القدر الأقل من الجهد الذهني عند الفنان. ولكن بفعل الرواج التجاري الكبير الذي حظيت به هذه الفئة من اللوحات، فإن مواقف التعالي عليها لم تكبح جماح تطورها، كما أن ذلك لا يعني أبداً أن هذه اللوحات أتت خالية من المضمون الفكري، فكثير منها يعبِّر في اختياره لأنواع محدَّدة من الأطعمة عن الالتزام الديني وفق العقيدة البروتستانتية وتقاليد الصوم فيها مثل السماح بأكل السمك وليس اللحوم..وما شابه ذلك.
ولو قارنا طبيعة صامتة رسمها بيتر كلايتز في بداية القرن السابع عشر بأخرى رسمها فيلام كالف رسمها في أواخر ذلك القرن، للاحظنا أن الأطعمة وأدوات تناول الطعام أصبحت فاخرة أكثر بكثير مما كانت عليه في السابق، في خطاب يشي بالرخاء الذي عرفته هولندا في تلك الفترة بفعل تجارتها مع جزر الهند الشرقية، وأيضاً بفعل ابتعادها عن الفكر المطهري البروتستانتي الذي يميل إلى التقشف الشديد.
ثانياً: المطبخ كله على اللوحة
في عام 1665م، رسم الفنَّان الهولندي يان ستين الذي كان متخصصاً في مشاهد الحياة اليومية في الريف، لوحته الشهيرة "المطبخ السمين"، وكان الفنَّان نفسه قد رسم الموضوع نفسه عام 1650، وبالاسم نفسه. وفي كل من هذين المطبخين السمينين، نرى قاعة كبيرة وأناساً يتحلقون عشوائياً حول طاولة كبيرة والكثير من اللحوم والطيور المذبوحة معلَّقة على السقف.
وفي فبراير من العام الماضي، أقام الفنّان الأمريكي دان غرازيانو معرضاً منفرداً في نيويورك بعنوان " مقاهٍ ومطاعم ومطابخ". غير أن اهتمامه هنا تركَّز على الشكل الجمالي المستخرج من بعض زوايا المطبخ، كما هو الحال في لوحة "الطبّاخ" التي اختارها لتكون ملصقاً المعرض. ويبدو جلياً أنَّ ما استرعى اهتمامه في هذا المشهد هي لعبة التناقض اللوني ما بين ملابس الطبّاخ البيضاء وما تحتها من أشياء فاتحة اللون من جهة والخلفية البنية الداكنة من جهة أخرى.
وما بين يان ستين قديماً وغرازيانو حديثاً، يمكننا أن نجد مئات اللوحات التي تمثل أناساً يطبخون، وكل منها يروي موضوعاً مختلفاً، ويسعى إلى إظهار جانب مختلف، حتى ولو كان مجرد "سيدة وخادمة في المطبخ" التي رسمها الفنّان الهولندي فلوريس فان شوتن، وهو الفنّان الذي لم يرسم شيئاً مهماً في حياته غير مشاهد الطبيعة الصامتة التي تمثل مأكولات، ومشاهد من المطابخ.
ولم يقتصر اهتمام الفنّانين بالمطبخ يوماً على المتخصِّصين. فمن كارافاجيو في إيطاليا إلى فرانز هالس في هولندا، وحتى شاردان في فرنسا لاحقاً، وكلهم من الفنّانين الذين اشتهروا برسم الصور الشخصية والمواضيع الكبرى، رسموا لوحات مستوحاة من موجودات المطابخ. حتى إن شاردان تمكَّن من الدخول إلى الأكاديمية الفرنسية بفضل واحدة من لوحاته رسمها في العام 1726م، وتمثل سمكة الشفنين وبعض الثمار البحرية على طاولة مطبخ.
وأكثر من ذلك، فإنَّ بعض عمالقة الفن مثل الأستاذ الإسباني فيلاسكيز الذي اشتهر باللوحات الكثيرة التي رسمها للعائلة المالكة وأميراتها، وجد ثمة جاذبية في المطبخ ، فرسم في عام 1618م واحدة من لوحاته الشهيرة " امرأة عجوز تقلي بيضاً".
كتب فن الطبخ... القضية في مكان آخر
في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، فوجىء جمهور "معرض الكتاب العربي" في بيروت، باحتلال كتاب "فن الطبخ" رأس قائمة الكتب الأكثر مبيعاً. وشكّل الحدث آنذاك صدمة محرجة للمثقفين ومادة للبحث والتحليل. ولكن سرعان ما أثبت رواج هذا الكتاب، أنه ليس ظاهرة عَرَضية، إذ راح يتكرَّر في كل معارض الكتب العربية الكبيرة منها والصغيرة، من القاهرة إلى الرياض. وما كان عنواناً واحداً أصبح عشرات العناوين. أما الموقف السلبي من هذه الظاهرة الراسخة فقد بقي نفسه ما بين المقالات الساخرة من الأمر التي ظهرت في الصحافة العربية قبل ثلث قرن وتقرير بثته قناة "سكاي نيوز" غداة معرض الكتاب في أبو ظبي خلال العام الماضي، وكلها تلقي باللوم المبطّن على القارئ وكأنه لا يُحسن الاختيار.
لم تتمكن المواقف المتعالية على كتب فن الطبخ من أن تكبح جماح رواجها ونجاحها التجاري، الذي لا يمكن للناشرين أن يقاوموا مغرياته. فـ"دار العلم للملايين" التي كانت سبّاقة إلى ما قد يكون أول كتاب رائج حول فن الطبخ قبل أكثر من ثلث قرن، أصدرت لاحقاً "سلسلة الطبخ العالمي" (في حوزتنا الطبعة السابعة عام 2007م). وراحت العناوين تتنوَّع "فن الطهي"، "المأدبة الملكية"، "المطبخ الهندي"، "كيك"، وصولاً إلى "المطبخ العباسي"، وغير ذلك الكثير مما يصعب إحصاؤه، كما أن معظم مقدمي البرامج التلفزيونية حول فن الطبخ أصدروا كتباً راجت بفعل شهرة أسمائهم.
الإقبال على هذه الكتب تسبَّب في إحراج للمثقفين من أدباء وشعراء ومفكرين، دفع منظمو معارض الكتب إلى اتخاذ تدبير يحفظ ماء وجه هؤلاء وتقديرهم لذواتهم، ويقضي بتقسيم الكتب الأكثر مبيعاً إلى فئات مختلفة مثل الأدب والرواية والسياسة والعلوم.. وتصنيف كتب فن الطبخ ضمن "الفنون"، بحيث يتم تلافي مقارنة عدد الكتب المبيعة منها بغيرها تلافياً للإحراج. ومع ذلك، لو تطلعنا إلى قائمة الكتب الثلاثة الأكثر مبيعاً في فئة الفنون خلال آخر معرض للكتاب أقامه النادي الثقافي العربي في بيروت في ديسمبر 2016م ، لوجدنا أنها كلها حول فن الطبخ. وهي على التوالي: "مأكول الهنا"، "سلسلة المطبخ العالمي"، و"سفرة أناهيد الشهية".
إن رواج هذه الكتب الذي حاول البعض أن يحوِّله إلى قضية يقرأ فيها "سطحية" المتهافتين عليها، مقارنة بضعف الإقبال على كتب الفكر والعلم والأدب، هو في الواقع تعبير عن رغبة طبيعية وسليمة في تحسين جانب ولو صغير من جوانب الحياة اليومية: الحصول على طعام أفضل أو ألذّ. وهذا ما تحققه فعلاً هذه الكتب، من خلال مخاطبتها اهتماماً محدداً بوضوح لا لبس فيه ولا غموض. فقضية الكتب الأقل مبيعاً، وإن كانت تتناول شؤوناً أخطر من فن الطبخ، هي إذاً في مكان آخر، لا مجال هنا للدخول في تفاصيله.
الظاهرة عالمية
إن دهشة الناشرين الأمريكيين من حلول كتاب جولي شايلد حول الطبخ الفرنسي في المرتبة الثانية بين الكتب الأكثر مبيعاً لم يكن بسبب رواج هذا الكتاب، بقدر ما كان بسبب المرتبة العليا التي احتلها بعد عدة طبعات سابقة خلال نصف قرن.
فكتب فن الطبخ التي بدأت بالظهور في اليابان منذ مطلع القرن العشرين، وتفشت عالمياً غداة الحرب العالمية الثانية، أصبحت من لوازم التعبير الثقافي عن الهوية في كل بلدان العالم، تتوجه إلى السياح الأجانب بقدر ما تتوجه إلى الراغبين في تحسين مهاراتهم من المواطنين المحليين. وما من سائح يزور مكتبة في بلد ما إلا وسيجد فيها كتباً فاخرة الطباعة عن المطبخ الوطني فيها.
وفي عددها الصادر في 27 7- 2017-، نشرت مجلة "فوربس" استطلاعاً موسعاً حول مكتبة متخصصة في الطبخ والمطابخ في مدينة نيويورك، واسمها "آداب وفنون المطبخ"، واعتبرتها من معالم المدينة البارزة، والمقصد الأول في المدينة بالنسبة لذواقة الطعام والطهاة والباحثين في شؤون الطبخ والمطابخ. حتى ولو توقفنا أمام الأفلام السينمائية التي يلعب فيها المطبخ دوراً محورياً ويكون هو الموضوع الأساس فيها، تبقى اللائحة طويلة جداً. إذ ظهر المطبخ على الشاشة الكبيرة ميداناً صالحاً للتعبير عن كل شيء تقريباً، من أعمق القضايا الثقافية وأكثرها إثارة للجدل، إلى الكوميديا.
في عام 1988م، حاز فِلم "وليمة بابيت" للمخرج غبريال أكسيل أوسكار أفضل فِلم أجنبي. ويروي هذا الفِلم الدانماركي قصة امرأة فرنسية تدعى بابيت، كانت تعمل في أحد أرقى مطاعم باريس خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وتهاجر إلى الدانمارك، حيث تعمل خادمة عند فتاتين عانستين، ابنتي قس بروتستانتي، شديدتي التحفظ دينياً والتقشف اجتماعياً. وعندما ربحت بابيت الجائزة الكبرى في اليانصيب وقيمتها عشرة آلاف فرنك ذهب، قرَّرت صرف المبلغ على إقامة وليمة باذخة لنحو دزينة من المدعوين تكريماً لذكرى والد الفتاتين. وبعد وقت طويل جداً من الفِلم مخصص لعرض مهارات بابيت في فن الطبخ الراقي والمعقّد، يقدِم المدعوون المحافظون على تناول الطعام بحذر شديد أولاً ثم باستمتاع، في ما هو في الواقع مواجهة بين الليبرالية والمحافظة البروتستانتية.
المواجهة نفسها شاهدناها في فِلم آخر بين الليبرالية والمحافظة الكاثوليكية هذه المرة في فِلم "شوكولا"، المقتبس عن رواية لجوان هاريس بالعنوان نفسه. ففي هذه الدراما الكوميدية التي أخرجها لاس هالستروم، نرى امراة متخصصة في صناعة الشوكولاتة تصل إلى قرية فرنسية للاستقرار فيها. وتتمكن من خلال صناعة أنواع عديدة من الشوكولاتة وتقديمها لسكان القرية من قلب نمط حياتهم رأساً على عقب، وكسر سلطان الكونت الذي يتحكم بالقرية وكان يفرض عليها نظاماً محافظاً جداً بذرائع دينية تحرّم أكل الشوكولاتة، "لأن لذة طعمها خطيئة".
واتخذ الكثير من أفلام الطبخ والمطابخ طابع الدراما الاجتماعية الخفيفة، مثل فِلم "الليلة الكبيرة" للمخرجين كامبل سكوت وستانلي توسي (1996م)، الذي يروي قصة شقيقين إيطاليين مهاجرين إلى أمريكا في خمسينيات القرن الماضي، ويملكان مطعماً على شفير الانهيار والإفلاس، فيراهنان على ليلة كبيرة تمكنهما من إنقاذ المطعم.
ولعل أفضل ما في فِلم "من دون حجز" (2007م)، للمخرج الأمريكي سكوت هيكس، هو أداء الممثلة كاترين زيتا جونس وهي تلعب دور رئيسة طهاة في مطبخ مطعم فاخر في نيويورك، حيث تعمل بيديها وتوجه الجميع وتشرف على أن يبلغ مستوى كل طبق على حدة حد الكمال، وهو عمل يتطلب منها طاقة هائلة والتمتع بسلطة لا تقبل أي نقاش.
وكان المطبخ مسرح الأحداث الرئيس في أفلام كوميدية عديدة، من أشهرها "الجانح أم الفخذ" الذي يعود إلى عام 1970م، للمخرج الفرنسي كلود زيدي، وبطولة الممثل الكوميدي الشهير لويس دو فونيس. ويروي هذا الفِلم قصة ناشر متخصص في شؤون المطاعم، يقرر التحول إلى ناقد طعام، غير أنه يصطدم بظهور شركة لإنتاج الأطعمة بالجملة، فيقرر مع ابنه تدمير هذه الشركة مهما كلف الأمر. وفُهم هذا الفِلم منذ وقت ظهوره على أنه تعبير رمزي عن الصراع ما بين الثقافتين الأمريكية والفرنسية، كما كان يراه الفرنسيون في سبعينيات القرن الماضي.
أما فِلم "من يقتل كبار الطهاة في أوروبا؟"، للمخرج تيد كوتشيف، وبطولة جورج سيغال وجاكلين بيسيه، فهو الآخر كوميديا، محورها التحري عن قاتل مجهول يقتـل عدداً من أشهر الطهـاة المتخصِّصين في طبخ ألوان معيّنة من الطعام، ويتبيَّن في النهاية أنه رجل شره ومصاب بالسُّمْنَة والحل الوحيد لإنقاذ حياته واتباع حمية، هو بالتخلص من الطهاة الذين يحضِّرون أطباقاً لا يقوى على مقاومة تناولها.
حتى أفلام الكرتون دخلت المطابخ بدورها، ومن أشهرها فِلم "راتاتوي" الذي أنتجته شركة ولت ديزني عام 2007م، وأخرجه براد بيرد، ويروي قصة جرذ يعقد تحالفاً غريباً من نوعه مع رئيس الطهاة في مطعم فاخر.
ختاماً، لا بدّ من التوقف أمام فِلم "جولي وجوليا" (2009م) للمخرجة نورا أفرون الذي قامت ببطولته ميريل ستريب. وتتداخل فيه قصة جولي شايلد عند بداية تعلمها فن الطبخ في أواسط القرن الماضي، ونشرها أول كتاب في أمريكا عن فن الطبخ الفرنسي، ومحاولة فتاة شابة في عام 2002م إعداد كل الوصفات الواردة في هذا الكتاب. وكان هذا الفِلم سبباً في تسليط الضوء مجدداً على كتاب جولي شايلد. ففي أغسطس 2009م، نشرت صحيفة نيويورك تايمز، أن كتاب شايلد وهو بعنوان "إتقان فن الطبخ الفرنسي" قد حلّ في المرتبة الثانية على لائحة الكتب غير القصصية الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة وسط دهشة عارمة في سوق النشر. وتوقعت الصحيفة أن يحل الكتاب في المرتبة الأولى على موقع "نيلسن" التصنيفي الإلكتروني في وقت لاحق.
سلامة المطبخ
بموازاة جاذبيته، يُعدُّ المطبخ المكان الأخطر على سلامة البيت وسكانه، فبالإضافة إلى أن الإحصاءات في أي مكان من العالم تؤكد أن ما بين 85 و96 % من الحرائق المنزلية تبدأ من المطبخ، فإن شروط السلامة الصحية تبقى مسألة لا تقل خطورة.
ومن أبرز عشرات شروط نظافة المطبخ وسلامته والنصائح المنشورة من قبل اختصاصيين على مواقع إلكترونية مختلفة، نختار ما يحظى منها بالإجماع، وهي التالية:
•
إفراغ حاوية النفايات مرة على الأقل في اليوم، لأن فضلات الخضار واللحوم والطعام المطبوخ هي بؤرة في غاية الخصوبة لتكاثر الجراثيم.
•
غسل القدور وأدوات تحضير الطعام جيداً، بعيد الانتهاء من استخدامها وعدم ترك ذلك لليوم التالي.
•
غسل كل الأدوات المستخدمة في تقطيع اللحوم النيئة والدجاج بمادة معقمة مضافة إلى الصابون، إذ ثبت أنه حتى رذاذ الماء المتطاير من غسل الدجاج النيء يمكنه أن يحتوي على جراثيم السالمونيلا.
•
تبديل المناشف المستخدمة في مسح الطاولات أو تجفيف الأدوات المغسولة بشكل مستمر، إذ ثبت مخبرياً أن مناشف المطبخ المستخدمة مدة ثلاثة أيام على التوالي، تحتوي على جراثيم أكثر مما على كرسي المرحاض، والأمر نفسه ينطبق على الليفة المستخدمة في غسل أدوات الطعام، التي يجب تبديلها دورياً، أو وضع بعض النقاط من أية مادة معقمة عليها بعد الانتهاء من استخدامها. تصليح سخانات مركزية والاجهزة المختلفة فى المطبخ للحفاظ علية
وإضافة إلى ما تقدَّم، يجب الاحتفاظ بأدوات المطبخ من قدور وأطباق في أماكن مغلقة لا يصلها الغبار، وذلك بعد أن تكون قد جفّت تماماً من ماء الغسل. وفي البيوت التي فيها أطفال، يجب الحرص على بقاء كل الأدوات الحادة التي يمكن أن يشكِّل العبث بها خطراً، في أماكن بعيدة عن متناولهم، شأنها في ذلك شأن الأدوية
زهرة الكويت- المساهمات : 250
تاريخ التسجيل : 26/09/2022
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى